10052024السبت
Last updateالجمعة, 17 تشرين2 2023 8pm

هذا الغائبُ المغيَّب

PICT0386789
imagesCAVRI83Q
SP_A0103
387

1 ـ يتلاطم من كل صوب

يصخب..
يضرب بعضه
بعضا،
يعلو حتى ليغطي نفسه،
ثم ينزل إلى القاع...
حتى ليدفن رأسه
في التراب ..
في الهزيمة
ولا يغضب ،
هذا البحر..
هذا الشعب.

2 ـ ولا زلت أراقبه.. 
من فوق،
من تحت...
من وراء الجدران ،
ومن داخل الموج المتدفق
على الرمال،
لازلت أكتب عنه ،
عني..
ولا زلت أحلم
أن يستيقظ من سباته
ليعلن غضبه
لازلت أحلم..
أن أراه حقا يحيا..ويحيا..
عزيزا،
كريما..
هذا الشعب..
الغائب المغيب..
هذا الشعب،
لا يدري أين الطريق،
وهو في وسط الطريق..
على حافتي الطريق..
تائها..
ضاحكا..
من نفسه،
ومن العالم حوله..
هذا الشعب القانط ..
من نفسه،
ومن العالم حوله..
يجري في كل اتجاه..
هذا الشعب يصخب..يلعب..
ويتعب..
ولا يحس للتعب طعما ،
ولا يجد للراحة طعما..
ولا يعرف عن نفسه ،
غير ما تحدثه به الجرائد..
وقارئات الفنجان..
هذا الشعب الغائب..
المغيب..
يصدق كل شيء،
أنه شيء..
وما هو بشيء..
إن يتبعون إلا الظن ،
وما تهوى الأنفس.

----------------------------------------------

3 ـ ...وفي لحظة،
والسفينة تعبر بك إلى الوطن ...
الضفة الأخرى أحلى ،
وأمر..
ها أنت تعود ككل مرة
محملا بالهموم والآمال..
منذ عشرين سنة ،ويزيد..
وأنت تقتلع التنهيدة
تلو التنهيدة ،
من حروف الانشاء ..
والتغاريد الغناء،
القديمة والجديدة..
ترسم الخطو العنيد..
على أشعة بالشمس..
ولمسات الهواء..
النقي الصافي العليل.
كنت تخطو فعلا إلى عالم جميل..
الشباب جميعهم هاهنا
حضور شهود
لبناء الوطن
للبقاء في الوطن.
وتلد الأمهات من جديد
أطفالا في لون الورد
يلعبون في الشمس
ولا يخافون من يسطو على أحلامهم
أو يحطم ألعابهم الخشبية
منذ عشرين سنة وأنت تتعثر في الكلام
أو الخطو..
لا يهم
الفقرة التالية ستكون أحلى
وأمر...
الوطن في القلب ،
يا سادة .. في اليد ، في الذاكرة
وعلى الجبين..
ولذلك تأتي كل مرة محملا بهموم الماضي.
وآمال المستقبل .
كل صيف تعود بالأماني
والأغاني المبحوحة..
كل صيف .. كل صيف .. كل صيف .
إلى أن أصبحت الحمى لا تفارقك ،
تضخمت الأسئلة ونفذ ت المبررات ،
لماذا لم يتغير شحوب هذه الوجوه ...؟

----------------------------------------------------------

4 ـ ولازلت أحلم..
ولست بالرومانسي التائه..
ولا القانط من رحمة السماء..
ولا القاعد المتقاعس عن العطاء...
ولكنني أحلم ..
أن أعود يوما لأعانق الغائب المغيب..
حاضرا حقيقة على الأرض..
وليس على اللافتات فقط..
ولا في الشعارات ...فقط..
ولا في الانتخابات ...فقط...
أحلم به حاضرا حضور الأحياء..
حضور الشمس..
حضور البحر الدافق
بالخير..
بوافر العطاء.

----------------------------------------------

محمد وحيد الجابري
بلتهوڤن ،هولندا  / 10 ـ 10 ـ 2010
 

Bookmakers bonuses with www gbetting.co.uk site.