الكلام عنك ...لن يفتُر

voet

         كلما طوى الدهرُكتاب غيابك ...
ازداد تعرفا عليك..
ازداد عشقا لك ...
أزداد فرَقا لغيابك ..
فأستخرج أوراقي القديمة ..
رائحة الخبزالساخن..
ولون البرتقال ..
رائحة الحناء على يديك ..في أيام العيد ،
أغاني الصيف وأحزان الخريف ...
لا زلت مشدوها لصبرك المتجدد ..
لكبريائك الشامخ ..

سيدتي الجليلة..

في خضم غريب الأزمنة ،

وقد اصفرَّ كل ما يحيط..

وتسارع لون الموت ..

يخترق الجدران

والحدود

يقتلعُ الأجساد.. يحصدها..

يطيرُ،

بأرواح الصغار والآباء ،

والكبار والأبناء ..

في خضم هذا الرمادي القاتم ...

أبحث في لساني عن منْطوق الحرف ،

 فلا أجده ..

ذلك الضوء المشعُّ بالحرارة

ولهفة اللقاء ،

ضاع مني..

أو اضمحلّ فاختفى..

في خضم غريب الأزمنة ..

وقد شحبت وجوه المدن والقرى..

اصفرّ أديم السماء وتغيرلون البحر..

أبحث عن الكلام لأعاود الكلام ..

عنك ..

أبحث ذاهلا في الشوارع الفارغة ..

في الأزقة الممنوعة..

الجميع غائب ..

أو صامت ..

أو ميت .

وقد افتقدتك من جديد ..

في ذكرى غيابك ...

ولم تغيبي أبدا ..

لأن الكلام عنك لن يفتر..

لن ينتهي..

أحتاج فقط لبعض الضوء ،

والحجارة..

لأحطم هذا الصمت حولي ..

واستدعي الحرف من جديد .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيدتي الجليلة

أزداد عشقا لحنانك المتدفق،

 عبرجدران الجهد..

 والمكابدة ..

أزداد دهشة لكبريائك المتواضع...

لصبرك المتجدد ..

للقلب النابض..

بالحب الرحب ..والفرح ..

وأن تصفرَّ الحياة أو تخضرَّ..

كنت الحاضنة للجميع..

للأولاد والأحفاد والجيران ..

وذوي الحاجات البسيطة..

تقضيها لهم ، تؤثرينها..

ولو كانت بك خصاصة..

أقف مذهولا..

 لثغرك الباسم دوما..

 لكلامك الحاني ابدا ..

كلما طوى الدهرُكتاب غيابك ...

ازداد تعرفا عليك..

ازداد عشقا لك ...

أزداد فرَقا لغيابك ..

فأستخرج أوراقي القديمة ..

رائحة الخبزالساخن..

ولون البرتقال ..

رائحة الحناء على يديك ..في أيام العيد ،

أغاني الصيف وأحزان الخريف ...

 لا زلت مشدوها لصبرك المتجدد ..

لكبريائك الشامخ ..

اين هذا الجيل من طعم تلك الساعات ..

تلك الأيام .. تلك السنين ..؟؟

أفتح حقائب اسرار كلماتك الخالدة ..

" الله يعمرقلبنا بالله .."

" جوعي في كرشي وعنايتي في راسي.."

" لالا زينا وزادها نور الحمام .."

أحاول تفكيك تلك الرموز ..

أتعرف عليك اكثر...

أستحضرك أكثر..وقد رحلت عنا..

افتقدك أكثر وأكثر..

فأزداد عشقا لك..

أزداد فرَقاً لغيابك..

وقد جاوزتُ الستين ..

وحولي الأولاد والأحفاد ..

أنا الطفل الكبير،

لازلت أتشبت بعنقك الرفيع..

اهرق عليه ..فيه ..

قبلاتي الملتهبة..

بالشوق والدموع..

لن تغيبي أبدا ..

لازلت ملتصقا بطيب ذكراك ..

لا زلتُ عالقا..

 بين ضجيج الحياة على وجهك

وبرودة الموت في قدميك..  

أبحث في الأقدارعن سرغيابك،

في ضجيج النهار..

تتوسدين الأحلام الكبيرة..

وتغمضين عينيك ... إلى الأبد.

لن تغيبي أبدا ...

لازلت هنا .. في قلبي..

وعلى الجبين..

ارصع بك الكلام .. واصنع منك ..

ومني..

قصيدة عشق لا يموت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذ.محمد وحيد الجابري
 هولندا ـ 14 نونبر 2021