شريعة

الأنبياء والرسل في القرآن الكريم

foot

لا يخفى على أحد أن آدم عليه السلام هو أول البشر،وهوأول الأنبياء أيضًا، فقد رُوي عن أبو ذر رضي الله عنه قوله: "..قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ مَن كان أوَّلَهم ؟ قال: آدَمُ، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أنبيٌّ مرسَلٌ؟ قال: نَعم خلَقه اللهُ بيدِه ونفَخ فيه مِن رُوحِه وكلَّمه قبْلًا.."[صحيح ابن حبان]

جمع الحافظ ابن كثير أسماء الرسل الذين ذكرت أسماؤهم في القرآن الكريم ، فبلغت (25) خمسة وعشرين اسما ، قال رحمه الله : " هذه تسمية الأنبياء الذين نُصَّ على أسمائهم في القرآن ، وهم :

" آدم ، وإدريس ، ونوح ، وهود ، وصالح ، وإبراهيم ، ولوط ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وأيوب ، وشعيب ، وموسى ، وهارون ، ويونس ، وداود ، وسليمان ، وإلياس ، والْيَسَع ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى عليهم الصلاة والسلام ، وكذا ذو الكفل عند كثير من المفسرين ، وسيدهم محمد صلى الله وعليه وسلم ." ( تفسير ابن كثير)

ونظم بعضهم أسماء الأنبياء في الأبيات التالية:

حتم على كل ذي التكليف معرفة    بأنبياء على التفصيل قد علموا
في "تلك حجتنا" منهم ثمانية                  من بعد عشر ويبقى سبعة وهم
إدريس هود شعيب صالح وكذا                ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا

في تلك حجتنا ، إشارة إلى الآيات من 83-86من سورة الأنعام ، والتي ورد فيها ذكر ثمانية عشر رسولا والبيت الثاني ذكر السبعة الباقين ؛ ليكتمل عدد الأنبياء الذين ذكروا في القرآن الكريم ، وهم خمسة وعشرون عليهم السلام.

يقول سبحانه وتعالى : (( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ . وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ )) (الأنعام/83-86)

بقية الأنبياء السبعة ذكروا في سور متفرقة وهم :آدم وهود وصالح وشعيب وإدريس وذو الكفل ومحمد:

آدم:     كما ذُكر في سورة آل عمران ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً ) .

هود  :  كما ذُكر في سورة هود ( وإلى عاد أخاهم هوداً ).

صالح:  كما ذُكر في سورة هود ( وإلى ثمود أخاهم صالحاً ).

شعيب:  كما ذُكر في سورة هود ( وإلى مدين أخاهم شعيباً ).

إدريس و‌ذو الكفل:  كما ذُكرا في سورة الأنبياء ( وإسماعيل وإدريس وذا الكفل ).

محمد:   ذُكر في أربع سورمن القرآن الكريم باسمه " محمد "  :

 1 ـ قال الله عز و جل : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ } (آل عمران: 144 ) .
 2 ـ قال عزَّ مِن قائل : { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } ، (الأحزاب ،40) .
 3 ـ قال الله جل جلاله : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } ، (محمد ، 2 ) .
 4 ـ قال الله سبحانه و تعالى : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِالسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } ،(الفتح ، 29 ) .

ومن الأنبياء الخمسة والعشرين الذين ذُكروا في القرآن أربعة أنبياء  عرب  وهم: "هود وصالح  وشعيب  ومحمد" ، وقد ذكر ابن حبان في صحيحه  عن أبي ذر " وأربعةٌ مِن العربِ هودٌ وشعيبٌ وصالحٌ ونبيُّك "

أول الأنبياء والرسل

 لا يخفى على أحد أن آدم -عليه السلام- هو أول البشر، وهو أول الأنبياء أيضًا، فقد رُوي عن أبو ذر رضي الله عنه قوله: "..قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ مَن كان أوَّلَهم ؟ قال: آدَمُ، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أنبيٌّ مرسَلٌ؟ قال: نَعم خلَقه اللهُ بيدِه ونفَخ فيه مِن رُوحِه وكلَّمه قبْلًا.."[صحيح ابن حبان] ولكنه ليس أول الرسل، إنما أول الرسل هو النبي نوح -عليه السلام-، والدليل على هذا قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث الشفاعة: "ولَكِنِ ائْتُوا نُوحًا أوَّلَ رَسولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ.."[صحيح مسلم]،

التسلسل الزمني للأنبياء والرسل:

  • آدم -عليه السلام-.
  • إدريس -عليه السلام-.
  • نوح -عليه السلام-.
  • هود -عليه السلام-.
  • صالح -عليه السلام-.
  • لوط -عليه السلام-.
  • إبراهيم -عليه السلام-.
  • إسماعيل -عليه السلام-، ابن إبراهيم -عليه السلام-.
  • إسحاق -عليه السلام-، ابن إبراهيم -عليه السلام-.
  • يعقوب -عليه السلام-، ابن إسحاق -عليه السلام-.
  • يوسف -عليه السلام-، ابن يعقوب -عليه السلام-.
  • شعيب -عليه السلام-.
  • أيوب -عليه السلام-.
  • ذو الكفل -عليه السلام-.
  • يونس -عليه السلام-.
  • موسى -عليه السلام-.
  • هارون -عليه السلام-، أخو موسى -عليه السلام-.
  • إلياس -عليه السلام-.
  • اليسع -عليه السلام-.
  • داود -عليه السلام-.
  • سليمان -عليه السلام-، ابن داود -عليه السلام-.
  • زكريا -عليه السلام-.
  • يحيى -عليه السلام-، ابن زكريا -عليه السلام-.
  • عيسى -عليه السلام-.
  • محمد صلى الله عليه وسلم. خاتم الأنبياء والمرسلين

 خَتَم الله عز وجل النبوة بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، فلا نبي بعده؛ وإذا كانت النبوة قد ختمت به صلى الله عليه وسلم فأولى أن تكون الرسالة قد ختمت به أيضًا؛ لأن النبوة أعم وأشمل من الرسالة فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول، وقد وردت أدلة عديدة في كون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين،منها قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ }[الأحزاب 40]، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ مَثَلِي ومَثَلَ الأنْبِياءِ مِن قَبْلِي، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فأحْسَنَهُ وأَجْمَلَهُ، إلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِن زاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ به، ويَعْجَبُونَ له، ويقولونَ هَلّا وُضِعَتْ هذِه اللَّبِنَةُ؟قالَ: فأنا اللَّبِنَةُ وأنا خاتِمُ النبيِّينَ."[صحيح البخاري]،وهذا لا يتعارض مع نزول سيدنا عيسى عليه السلام آخرالزمان فهو سابق لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في التسلسل الزمني للأنبياء والرسل ومتقدم عليه في البعثة،ولكنه عندما ينزل في آخر الزمان سيتبع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.